«حين تركناهم يرتعون في التكنولوجيا » أيها الآباء والأمهات.... لم يعد الزمن كزمانكم، يجمع آباؤكم وأجدادكم فنجان قهوة أو عمل في مزرعة، فتطوفون حولهم كالفراشات تلعبون وتمرحون، وتتغذى عقولكم بمبادئهم. إنه زمن إن غفلت عن ولدك استقبلته التكنولوجيا بودٍ تقول: (الساحة لك) وبألف فكرة تزرعها في عقله، وسيل من مقاطع الفيديو السيئة تمررها على عينيه، وعلى وقته ما يشغله عن الانتفاع به في مصلحته.... انشغالكم عن أولادكم وتركهم للأجهزة بحجة التسلية دون رقابة، ولا شعور بمسؤولية، ليس إلا جعلهم أن يكونوا مأمورين بدل أن يكونوا آمرين، تابعين بدل أن يكونوا متبوعين، ومأسورين بدل أن يكونوا أمراء... أولادكم بحاجة إلى بصمة الأب في حياته ولمسة الأم، وبحاجة إلى تأسيسكم لهم على حب الله، وتقدير كرامة العقل. لا حاجة له بثوب غالي الثمن، وطعام يجعله يسمن كال حيوان، وكماليات يتباهى بها أمام أقرانه، إذا لم تتعهده بالتربية السليمة، فتنمي مواطن الخير فيه، وتنقي مواطن الشر. لا عذر لكم بالتبرير بكثرة الانشغالات والضغوطات، فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته. ...