مات الدين والشرف للشاعرة د. سبأ البعداني
مات الدين والشرف
هل مال أهل التقى يا قوم وانحرفوا؟
أم في زمانيَ مات الدينُ والشرفُ؟
ما كنت أعلم أن الجُبن سيدنا
أن الرُّجولة إن أعلنتَها خرفُ
هيهات يا صاح إن الدرب مزدحمٌ
بمن بساح الردى والموت يرتجفُ
بحثت في كل وادٍ عن ضمائرهم
ولم أجد غير بؤس القوم يعتصفُ
أصيح في قعر بئرٍ من سيسمعني
والكلُّ غضوا عما هدني الطرفُ
في أرض بلقيس يغفو الدين مرتعشاً
والشر بين الورى يطغى ويقترفُ
حتى ارتحالي وتغريبي غدا حلماً
وحاصرتني المآسي فوق ما أصفُ
من أين أبدأ؟ هاكم قصتي نزفت
على وريقات شعرٍ فاق من نزفوا
على رؤوس المنايا واقفٌ قلمي
والكلُّ حولي جَثىٰ والكلُّ ينصرفُ
أضغاثُ أحلام قومٍ ضاع موطنهم
في لجةِ البحر تاهوا اليوم وانجرفوا
يا أيها الحرف يا من كان لي كتفاً
تكاثر الهم حتى انهارت الكتف
أنا التي اهتزت الأرجاء وانتفضت
من صرخة القهر في جنبيَّ أرتجف
دعني أذيب الجوى بالحرف معلنةً
أني بمحراب شعري سوف أعتكف
سأقرع الظلم مهما عاث منتشياً
بأحرفٍ مثل حد السيف تقتطفُ
وأصنع الحرف في كفي وأنسجه
كالشمس يحيي الورى والحق يزدلف
بأي نار نُبيد الظلم يا ولدي
ولا رصاص لنا والنار لا ترفُ
لا أملك اليوم إلا الحبر أطلِقُهُ
وبحر دمعي الذي كالسيل ينذرفُ
حتى الحجارة فرت من أصابعنا
وفرَّ في كُربتي الأحباب وانكشفوا
الحق مُزَّمِّلٌ والعدل مُنكفئٌ
والصدق مُغرَورِقٌ للمُرِّ يرتشفُ
ولا أرى من يرد الظلم في وطني
فأين دين الهدى مني أنا الأسِفُ؟
ناديت في ليلتي الظلماءِ معتصماً
فمن يُجيبُ جريحاً بالجوى كَلِفُ
لا عاد معتصمٌ فينا ولا بقيت
من نخوة بين قومٍ بالهوىٰ انحرفوا
تعبت من كثرة الخذلان في بلدٍ
مالت عليه العدا أواااه واختطفوا
متى نُقَلِّم في صبحٍ أناملنا؟؟
وكيف يشهق جيلٌ بعدما اختلفوا؟؟
وكيف نحيا وللمظلوم في سحر
شكوى .. وكيف بوجه الظلم لا نقف ؟
تنام عين الورى والخلق أجمعهم
وعين حزني بليل الهم تعتكف
يا ليت عينيَ تغفو وهي آمنة
من غَدرَةٍ فوق جُنحِ الليل تنعطفُ
يا أحرفي يا ملاذي عند نائبتي
داوِ التي هدَّها الإعياءُ يا ألفُ
وحدي وهذا الدجى يمتد من كبدي
حتى أنطفى من عيوني العزمُ والشغفُ
وليس للقلب من سلوى يُؤمِّلُها
إلا إلهي ومنه العونُ والنَصَفُ
د.سبأ البعداني
تعليقات
إرسال تعليق