جيل الهاتف ضحية غياب الأسرة/ للكاتب سيتا سيسي بوركينا
عنوان:
*جيل الهاتف ضحية غياب الأسرة
*
في صمت الصورة صراخٌ لا يُسمع، ودمعٌ لا يُرى،
طفلٌ صغير يتوسّط المشهد، يحمل هاتفًا بيدٍ صغيرة، لكن يحمل عالمًا أكبر من سنّه فوق رأسه.
*رأسه ليس رأسًا بشريًّا.. بل خريطة رقمية متشعّبة،*
*مربّعات التطبيقات تحوّلت إلى خلايا دماغه،*
وفوق وجهه لمعةٌ زرقاء.. ليست من براءة الطفولة،
*بل من شاشاتٍ باردة سلبته الحياة.*
خلفه أبٌ وأمٌّ يتنازعان.. صوتاهما لا يصلان إليه،
*فهو يعيش في عالمٍ آخر،*
*عالمٍ لا يعرف العناق، ولا يسمع النُصح،*
عالمٍ تتربّى فيه المشاعر على يد الغرباء، وتُرسم فيه القيم بأصابع مجهولة.
*إنه جيل الهاتف،*
جيلٌ لم يفطم من الحليب حتى فُطم عن الحنان،
جيلٌ كبُر قبل أوانه.. وتاه قبل أن يعي الطريق،
جيلٌ يُربّيه اليوتيوب، ويؤنسه التيك توك، ويهذّبه "الترند"،
بينما تغيب الأسرة في نزاعها.. أو في انشغالها.. أو في صمتها المُميت.
*الصورة تقول*: أيها الآباء، لا تُسلّموا أولادكم لشاشاتٍ لا قلب لها،
فوالله إن الطفل لا يحتاج هاتفًا، بل حضنًا.
ولا يريد تطبيقًا، بل أبًا يُنصت، وأمًّا تُحب.
فإن غبتم، حضرت الشبكة..
وإن تهربتم، تَربّى على الهروب.
أيها العالم، رُفقًا بجيلٍ تُفتَرس طفولته تحت وميض الشاشات..
فربما ننقذهم حين نعود نحنُ أولًا.
`سيتا سيسي`
تعليقات
إرسال تعليق