في ذلك الزمن /الكاتبة هديل نجيب اليوسفي
في ذلك الزمن، كانت هناك أيام جميلة، مليئة بالحب والترف،
ضحكات الأطفال ترتفع في الأجواء، والأهل يتبادلون التحايا بروحٍ من الودّ،
وجيران مملؤون بالطيبة والأخلاق، يملؤون المكان بنبضٍ من الصفاء،
فجأةً، كأن نقطة ثبتت كنهاية السطر.
بين هذا وذاك، يسود صمتٌ عميق، كأنه حائطٌ من الصمت المطبق،
هناك نحيبٌ يعم السماء، كعواء الذئب، إصغاء مبعثر، كأن روحًا تتيه في أزقة الزمان،
وتظل الحياة فارغة، تفتقد لأناسٍ كانوا هم حلاوة الأيام.
وتتخللها وتيرةٌ من الثرثرة، تُحاكي نَفَسَ الذاكرة،
حيث ينساب صوتُ اليباب، ويفقد الرفيقُ بريقه،
وفي سكون الحزن، تتلاشى ألوان الفرح، ويبقى الأثرُ عالقًا في أعماق القلب.
كأنه سرٌ منسي، يُعانقه الإصغاء، ليعرف بين الحين والآخر، أهمية الزمن وغياب من كانوا يملؤون الفضاء بضحكاتهم.
وهكذا، تسير الحياة، تارةً وتارةً في وتيرة من الترف، وتارةً في ثرثرة السنين.
#هديل نجيب اليوسفي
تعليقات
إرسال تعليق