حمامة آتية من غزة/ الشاعر أنيس الفهيدي

 *حمامة آتية من غزة

*

✍️ أنيس الفهيدي 

من قهر الركام تأتين محملة بالأسى، مغبرة بالرماد، 

حتى أنت برحب المدى طال لونك السواد، وهذا الأنين الصامت يقرح عينك الباكية كثر الحداد، وصرخات الأطفال الموجعة قهرا، وبكاء النساء الثكلى تسيل على الأكباد نهرا

 سهم يخترق قلبك الأبيض يدميه الخذلان، لا قوس قزح بعد الآن، لا ندى لا مطرا، بل رعد وقصف وإعصار ونيران، وشر لا يخمد كل يوم في انصهار.

أياحمامة آتية من غزة 

، تبحث عن غصن زيتون، فلا تجد غير الرماد والنار، من قلوب نال منها الشر لا تهدأ، لا تحفظ موثقا ولا عهدا، تحولي فينيقا ثم انطلقي، لا يثنيك حصار، لايبكيك انكسار، انطلقي من بين الشظايا، من رحم الرماد، فأنت أصل السلام، وأنت سر الأمان، وأنت طوق النجاة لرسالة السلم من طول الزمان،

 فحيث تحطين ثم وطن لا يموت لايفنى، ونبض حياة لا يخبو لا ينطفئ.

فيا حمامة أقبلي ببهاء القمر حين يشرق رغم الحصار، ترنمي بسجع صوتك الفيروزي لمدينةٍ تقاتل وحيدة بسلاح الإيمان حلما بالإنتصار.

  بجناحيكِ دفئي قلبا سكنه وجع الخذلان، فضخ دماء الثورة وانطلق وحيدا لا يهاب قصف الأشرار.

.حلّقي يا حمامة، لا تخافي الرياح، فالغيمُ إن اسود لا بد أن يمطر أملا وينتهي بلذة الإنتصار، والظلام لا بد أن يتبدد بشمس تنير الأرجاء بضوء النهار، ففي عينيكِ يولد فجر جديد، وجيل صنديد، وبريشتك تُكتب حكايا العار، ويخلد تاريخ البطولات بكل فخار

💫💫💫💫💫