رِسالةٌ للمصطفى: الشاعر عبدالرحمن الحكيمي

 (رِسالةٌ للمصطفى)

ناديتُ جَمراً على وجهِ الرمادِ غَفا

أشاحَ بالصَمتِ نَحوي مُعرِضاً سَلَفا

سألتهُ أيهونُ البغيُ قد مُلِئَت

مآقيَ الأرضِ دَمعاً و الحَشا أسَفا

و أُمسِكَ القَطرُ ، فانظُر تِلكَ أرملةٌ

نمَت من الرملِ وَ اذبلّت هُنا عَجَفا 

تغازلُ الجوعَ كي تقتاتَ طفلتُها

من تخمةِ العيشِ يوماً واحداً وَكفى

و اسّاقطَ البَرقُ هَل خوفاً وَ هَل طَمَعاً

لرُبّما غَضَباً في الأرضِ أو خِسَفا

يابنَ الذَبيحَينِ أوهَى الوجدُ من جَسدي

و ذاقَ قَلبي مِنَ الأشواقِ و ادّنَفا

آتٍ إليكَ بمِحرابٍ و مِئذَنةٍ

تَلوتُ حولَهما الآياتِ فاختَلَفا

يتبادلانِ هديرَ القصفِ في جَسدي

و يَجعلاني لأقدارِ الرَدى هَدَفا

آتٍ أخوضُ عُبابَ البُعدِ مُمتَطياً

سفينةَ الضادِ أجتازُ المَدى جِزَفا

هاوٍ أمُدُّ إلى رؤياكَ قافِيَةً

في طيّها الحَرفُ ذاقَ الحبَّ و ارتَجفا

تَرنو إليكَ أكمُّ الأرضِ خاشِعةً

حُبّاً و تَنشَقُّ أكبادُ المَدى شَغَفا


*/عبدالرحمن الحكيمي*

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( طــائــرٌ بـ نـخـوة )/كـ: كريمة الرفاعي

تعرف... بقلم البرنسيسة : أميرة العسيف أم الأمر

أنين الصمت /للشاعر المتألق ماجد محمد علي