برد الشتاء /رؤى المخلافي

 . ..... برد الشتاء.....




 جاء الموسم الذي يوقظ في قلبي كل الجراح!

ليلة باردة من ليالي الشتاء، ليلة تبعثر كل أوجاعي التي ظننت أنها أصبحت منسية!

الليلة تخبرني: بأنني سوف أبقى على حالي هذا مدة طويلة دون أي جديد يطرأ على حياتي..

       

  هذا العام أهداني أوجاعا لا تنسى، صدمات وخيبات ومجمل من أخبار سيئة جميعها أيقظت سبات كل جراحاتي السابقة!


لم يكن الوجع في حياتي مجرد ضيف عابر بل هو مستعمر شرس مد جذوره إلى عمق أعماق قلبي بقوة تكاد لا تسحق!


 في هذه الأثناء تحديدًا ينتابني شعور مفرط بالبرد . . 

البرد هو صديقي الوفي الذي لم يخونني يومًا حتى وإن كان الموسم صيفًا . .

شعور الخوف الملازم لي ولد لدي شعوري الدائم بالبرد..

    

 جسدي يرتجف ومعه روحي أيضًا، مثل ورقة خريفية سقطت على الأرض تقذف بها الرياح في كل مكان، بحر يتوسط الظلمات، عاصفة وأمواج غاضبة وأنا بين كل هذا.

لست أبالغ فما حدث لي جعل مني شخصا حزينا بائسا لأبعد حد، يا الله كم أنا تائهة، وخائفة من المجهول، من الأيام القادمة ومن خبايا أقداري.


يا الله كم خاب ظني في كل شيء أحسنت به الظن وراهنت عليه، لم أعد أثق بأحد ولا حتى بنفسي، سقطت في عمق بئر من الخيبات، خارت قواي ولم يعد بوسعي التحمل أكثر، بعض الجروح لا تنسى لا يشملها قانون النسيان، لا تموت إلا بموت صاحبها..


حاولت أن أداوي هذا الندب الذي في قلبي، حاولت ذلك عبثًا.

أردت أن أنهض وفشلت فكيف كان لي أن أنجح وأن أتخطى هذا الألم وكل الذين من حولي بمائة وجه وألف قناع؟!

صدمني واقعهم المزيف

ابتساماتهم مصطنعة وأفعالهم مخزية، نفاق وأكاذيب..

 

لست أعرف أين أنا؟

هل أنا في أرض الثعابين؟

هل أنا طيف في مدينة الأشباح؟

     

عجزت، يئست عن إرواء ظمأ روحي، فكل الذين أحببتهم لم يكونوا سوى سراب لا أكثر!

دمى خشبية، صخورًا صلبة..


   عالمي هو الخوف

       مدينتي هي البرد


وكطفل تائه أضاع طريق العودة إلى منزله، عجوز عاجز داهمه المرض لا يقدر على فعل شيء فقط يرقد على سرير الموت وحيدًا..


      "أنا بقايا إنسان في زمن خلت منه الإنسانية"


كان الذنب االذي يلاحقني كظلي هو أنني أحببت الجميع، صدقت كل كلماتهم، كان حبي كوردة دافئة العبير..



إلى أحدهم: إلى الشخص الذي هو في أولويات قائمة أوجاعي تجاوزتك ومضيت،نعم فعلتها تجاوزتك..

رحلت لأترك لك معرفة معنى أسى الندم على امرأة مثلي،

امرأة رأت بك الأرض والوطن 

رأت بك العمر الجميل والحلم السعيد، كنت معركتي الوحيدة التي أحزنني انتصاري فيها

وللبقية: من كانوا أحبتي،

 الذين تسببوا في شعوري التعس بالخوف من الغد، الذين شيعوا جنازة حياتي وأحلامي إلى الثرى وأنا مازلت على قيد الحياة..

لي ولكم يوم عظيم وموقف..



رؤى المخلافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( طــائــرٌ بـ نـخـوة )/كـ: كريمة الرفاعي

تعرف... بقلم البرنسيسة : أميرة العسيف أم الأمر

أنين الصمت /للشاعر المتألق ماجد محمد علي