((مرايا الدُّموع)) للشاعر صخر القباطي
. ((مرايا الدُّموع))
ناشدتـــــــك الإذعـــانَ يــا أوراقي
لمواجعٍ صاحــت من الأعمــــــــاقِ
ليخطّـها قلــــــــــمٌ تضرّجَ بالأسى
متحسّرا مــن دمعهــــــا الرّقـــراقِ
حكـــتِ العيونُ وترجـَمَت نظراتُها
لغـــــــةَ الحروبِ بلحظهـا الحرّاقِ
ذرفت دموعَ الحزنِ حتى أُحرِقَت
أوجانُـــــها بحميـمها المِهـــــــراقِ
واستنفدت كـــــلّ المــآقي دمعَها
رُدِمَت فما بقيَـــت هناك مآقـــــي
عَبَـــراتُها في المقلتين تجمّــــدت
وكأنّـــها بَــــــــــرَدٌ على الأحـداقِ
لم تبــــــقَ إلا شهقةً في جوفِــها
وزفيـرَها المصحوب باستـنشـاقِ
تلقى الوجودَ وكلّ شيءٍ حولَهــا
سيـــفٌ وجلادٌ على الأعنـــــــاقِ
حتى ابتسامتُها تقـــولُ بأنّـــــها
زيفٌ لتسلمَ من يــدِ الفُسّــــــاقِ
ولرؤيةِ الحلوى اليـدانِ تسابقَت
بحـفــــاوةٍ وتلهُّــــــفٍ لعِنـــــاقِ
قالـــــت أحُلمٌ أم تصدقُ عينَــها
خشيَـت تكونُ كخدعةِ المـــذّاقِ
فتظـلّ في كنَـــفِ المرارةِ كالّتي
فَقَدَت أبـــــــاً قد عـادَ بعدَ فراقِ
فسألتها عـن سرِّ قلبِ حذائِــــها
قالت هـما في خصمةٍ وشِقـــاقِ
باعـــــوا ضمائرَهم وباعوا دينَنا
خانوا العهودَ وحرمةَ الميثــــاقِ
وكأنها قصــــــدت عروبـةَ يومِنا
فتعـمّدت بجوابـــــــــها إحراقي
لحذائُكِ المقلوبُ أكبـــــــرُ رفعةٍ
من الفِ تـــــاجٍ لامعٍ بــــــــــرَّاقِ
سيظلُّ يلعنُ كلّ يومٍ ضاربـــــــاً
حكــــــــــامَ أمّتِنا على الأشدَاقِ
قالــــــــت لقد إحمرَّ من أَدَمَاتِهم
صفعــــاً بلا جدوى على الإطلاقِ
والضَّربُ ذنـــــــبٌ لا يفيدُ بميِّتٍ
لَعَنَت أباهُ مكـــــــــــارمُ الأخلاقِ
✒️أبو قيس✒️
✒️صخر قائد القباطي✒️
تعليقات
إرسال تعليق