لمن البقاء.. للشاعر محمد بالراشد
------ *لمن البقاء* ------
لِمَن البَقَاءُ وفِي السَّمَاءِ حُداءُ
وَالأرضُ تَنزِفُ فَوقَهَا الأشلَاءُ
مُتنَا أَمَامَ الظِّلِّ فِي كَلِمَاتِنَا
وَبَقَى لِغَزَّةَ شَعبُهَا الأَحيَاءُ
أَينَ السَّلَامُ وَقَد تَشَتَّتَ شَملُنَا
وَالقُدسُ يَقطِفُ زَهرَهُ الجُبَنَاءُ
صَوتُ البَقَاءِ هُنَاكَ ، يَعزِفُ لَحنَهُ
مَن لِلكِفَاحِ سَرَت بِهِ الجَوزَاءُ
يَتَعَانَقُونَ مَعَ التُّرَابِ، وَفِي الذُّرَى
نَبضُ اليَقِينِ وَفِي الفِدَا أَبنَاءُ
طوفانهم سحق الطغاة بنارهِ
عَهدُ الكفاحِ يُعِيدُهُ العُظَمَاءُ
يَتَمَرَّدُونَ عَلَى الظَّلَامِ بِعَزمِهِم
فَالفَجرُ مِنهُم صَفحَةٌ غرَّاءُ
فِي كُلِّ شِبرٍ لِلمَعَارِكِ شُعلَةٌ
وَعَلَى دُرُوبِ النَّصرِ يَنبُتُ دَاءُ
مَاضَرَّهُم صَمتُ العُرُوبَةِ، وَاعتَلَى
صَوتُ الرَّصَاصِ ،فَحَسبُكُم إِصغَاءُ
يَا أُمَّةَ المِليَارِ مَابَقِيَت لَنَا
مِنكُم سِوَى مَا تَحمِلُ الأَسمَاءُ
القُدسُ مَكلُومُ الجَوَانِحِ لَم يَزَل
فِي النَّوحِ تَشرَبُ حُزنَه الظَّلمَاءُ
يَا أُمَّةَ المِليَارِ هَل مِنكُم رَأَى
أَرضِي الَّتِي فِيهَا انتَهى الإسرَاءُ
أَرضُ الكَرَامَةِ والإمَامَةِ والهُدَى
القُدسُ مَن لَلقُدسِ يَا بُلَغَاءُ
تَبكِي المَحَاجِرُ والمَحابِرُ في المَلا
وإِلَى الرُّكَامِ يَزُفّنا الإقصَاءُ
وَعَلَى المَنَابِرِ فِي المَحَافِلِ لَم نَزَل
لُغَةً أَبَى تَندِيدُهَا الإِدلَاءُ
والله إِنَّ النَّصرَ آتٍ وَالخُطَى
نَحوَ الحَيَاةِ تُنَادِي يَا أَقصَاءُ
مَهمَا تَطَاوَلَ مَن تَأَسلَمَ فِكرُهُ
وَشَدَت بِقِمَّةِ ذُلِّهِ الأَعدَاءُ
سَيَعُودُ أَقصَانَا وَنَحنُ أَعِزَّةٌ
فَالنَّصرُ فِي رَحِمِ الظَّلَامِ ضِيَاءُ
القُدسُ نُورٌ لِليَقِينِ وَوَجهُهُ الـ
مَغمُورِ بِالإِيمَانِ، يَا شُهَدَاءُ
مَاضَاعَ حَقٌ فِي سَمَاءِ مَلِيِكِنَا
وَعَلَى ثَرَاهُ الثَائِرُونَ فِدَاءُ
✍🏼محمد بالراشد
تعليقات
إرسال تعليق