ركضٌ في اللهب/ للشاعر حامد الله
*"ركضٌ في اللهب"*
يا من أطلَّ على دمي
فتفجرتْ
أنهارُ روحي بالندى والتيهِ والسَّقَمِ
هذي يداكَ،
تطلُّ مثلَ سحابَةٍ
من لَحْمِ نارٍ…
تستبيحُ مواسمي
تأتي…
فترتجفُ الجبالُ إذا خطوتَ،
وتُورِقُ الصحراءُ
في صمتِ العَدَمْ
يا برقَ عينيكَ الذي
شقَّ المسافةَ بينَ قلبي والنجومْ،
ما زلتُ أركضُ خلفَهُ،
وأرى ظلالي في الغيومْ
أدخلتَ في صدري حصانًا من لهبْ،
ورأيتُ أيامي تُبَعْثَرُ في الشهبْ،
حتى غدوتُ أعيشُ في جسدٍ يهبُّ من الرياحِ…
كي لا يموتَ العشبُ تحتي كالحطبْ
يا أيُّها الآتي بلا وقتٍ…
ولا بابٍ يُحصي خُطْوَةَ الإعصارِ في عينيكْ،
كيفَ كسرتَ أقفالَ العروقْ؟
كيفَ اقتفيتَ خريطةَ الدمِ في شراييني
وأشعلتَ الحريقْ؟
كلُّ الحروفِ تصيرُ ماءً في فمي،
إلّاكَ أنتَ…
تصيرُ نارًا،
تغرسُ الأنهارَ في كَفّي،
وتزرعُ في فؤادي الأغنياتْ
حتى غدوتُ أنا القصيدةَ كلَّها…
شُعْلَةً تهوي على ليلِ الحياةْ،
وتضيءُ قلبَ الكونِ
إن ماتَ الضياءْ…
وأظلُّ أركضُ ثُمّ
أركضُ نحوَ شاطئِكَ البعيدْ،
عيناكَ تسبقني إليَّ وقاربي في البحر يأبى
أنْ يعودْ...
وأظلُّ أصرخُ ثُمَّ
أصرخُ طالما نبرات صوتي تكسّرتْ،
مابين جدران الغيوبْ
حتى تفيضَ الأرضُ بالأمطارِ حولي ثمّ
تورقَ في بقاياك قُلوبْ،
حتى أراكَ على نهاياتي التي احببتها،
وعلى بداياتي،
و في كُلِّ العصورْ…
تعليقات
إرسال تعليق