بقايا دمعةٍ على خدِّ طفلٍ تستغيثكم/ الشاعر أ/حســين فارع
الشاعر أ/حســين فارع
بقايا دمعةٍ على خدِّ طفلٍ تستغيثكم
هناك سعيرٌ شبَّ فينا حريقُها
ودوامـةٌ يطفو كـجسرٍ غريقُها
وطَلْعٌ من الزَّقومِ وارى عتوُّها
سمانا وتُسقى من دمـانا عروقُها
هناك مغاني نحلةٍ تمَّ نسفُها
فهل يرعب الباروتَ إلا رحيقُها
هناك صدى شيخٍ وأمٍّ فجيعةٍ
تجـفُّ أمانيـها كما جـفَّ ريقُها
هناك بقــايا دمعةٍ لفَّـها الأسى
على خــدِّ طفلٍ مُستغيـثاً بريقُها
هناك ولا يعني هناك سوى الرَّدى
تُغــالبُه بطشاً حقــــوداً يفوقُها
بغزةَ حيث الهولُ، والصمتُ مطبقٌ
ليُمحى تساميها ويُطوى عتيقُها
هناك بلادٌ يسألُ القهرُ نفسه
نفاها ذووها أم شَراها صديقُها؟
كِلا ما ذكرتَ الحقَّ، واليوم قد بدا
صوابيَّةُ الدَّعوى جلياً وصدقُها
أُريقت بمرآهم دماها وحيدةً
وغُلَّت يداها واستُبيحت حقوقُها
تقول لغازيها توغَّل مُعبرداً
( فمـا من يدٍ إلا يدُ اللهِ فوقُها )
وما من دمٍ إلا حَمى حَـرُّه الحِمى
ولا رايةٍ الا نفـى الضـيمَ خفقُها
تنادي ألا ما للعروبةِ أجدبت
ميادينُها ثُكلىً وخابت بروقُها
وما بالُها في ثورة السبق أحجمت
عن العزةِ القعساء وانفضَّ سُوقُها
وعهدي بها يستهوِلُ الخصمُ خيلَها
إذا استُنجدت او مَدَّتِ الغوثَ نوقُها
نعم كان ياما كان لكن تبعثرت
وحادت عن الوِرد المُصفَّى طريقُها
تولَّى عليها والرَّدى يصحبُ الدُّجى
سُواعٌ فإن ولَّى تولَّى يعوقُها
حميرٌ علفناها ولاءً ومنصباً
فمـا ســادَ إلا رفسُها أو نهيقُها
عليها من التِلمودِ قيدٌ موثقٌ
إلى غـاية المستعمرين يسوقُها
على باب إرهابيل تجثو رقيقةً
وتُلقِي قواها رهنَ من يسترقُّها
أحاطوا بها عشقاً ففي الشام حصنُها
وفي مصرَ حاميها وفي نجد بُوقُها
وفي كلِّ قِطرٍ عُصبةٌ من عبيدها
يَشـيعُ تعاليها ويفشو فُسوقُها
سوى غزةٍ راعتهُ حقاً مزلزلاً
وقـدسـيِّةً عـمَّ البرايا شروقُها
ولم يَبلَ ماضيها ولم ينبُ حدُّها
ولم يخفَ مسعاها ولم يخبُ شوقُها
هنا خطَّ عنوانَ البداياتِ جرحُها
هناك احتوى التاريخَ والكونَ ضيقُها
*اليمن _ ذمار _23/ صفر / 1447هـ
17/ أغسطس/ 2025م
تعليقات
إرسال تعليق