الوقت في الحياة والممات/گـ:عبدالكريم الخياط
قديما قيل : الوقت كالسيل إذا لم تقطعه قطعك.
وليس كما يُروى ( الوقت كالسيف)
والوقت زمان يشاركنا البدايات والتفاصيل والنهايات، ويغوص في أعماقنا وتلافيف أفكارنا، يُطِلُّ علينا في كل المناسبات، يطرق أبوابنا بلا استئذان، ويهمس في آذاننا عبر النوافذ، يشد مئزره في الأحداث الجِسام، ويبرز في النوازل، ولايختفي في النوائب، يكرُّ علينا في الأزمات والحروب، فيصول صولات تتابعه المشاعر والأحاسيس على مدار الساعة عفوا على الدقيقة، وهنا يوجه فلاشات كاميراته صوب غـــGـــزة العزة فنجد أن الوقت حاضر بالثواني التي تتساقط فيها الهامات والقامات على ثراها الطاهر تعفرها بدماء زكية أرادت أن يكون عيش الخَلَف في عزة وكرامة وسؤدد،
والوقت يتسارع بنا مابين تكفين هذه الفئة وهذه الجماعة وهذه الأسرة وهذه المجموعة، ومابين القذائف الجديدة التي تتسابق في سرعتها لاختطاف أرواح جديدة..
فما بين الإطلاق والسقوط
تكون القذائف قد التهمت الأجساد البريئة مسطرة على جدار الزمن زيف حقوق الإنسان الذي يُعلى شعاره في غير هذه البقعة.. وكأن إنسانية غـــGــزة ليس لها محطة تتوقف فيها شلالات الدم،
إنسانية ـ يشهد فيها الوقت ـ بأنها ممتهنة وليس لها أي قيمة تُذكر أمام أنواع الأسلحة الفتاكة التي تخطف الأرواح، وتدع الديار بلاقع لاتصلح أن تكون بيئة لعيش الحيوانات، فما بالك بالإنسان في مناطق غـــGــــزة التي مورست فيها المجازر والإبادات والأسلحة الجديدة التي تُحدث ضحايا أكثر من السلاح السابق.
في الوقت يدلف في تفاصيل حياتنا ، في الفرح والترح، وفي الأحزان والسرور، وفي الواقع والمفاجآت، وفي الأسفار والمكوث، وفي التجلي والخفوت، وفي الشروق والغروب..
الوقت فيه DNA حياتنا، وتنتقل عبره الجينات المتصلة بكل لحظة من حياتنا ، يدخل في التوافيق والمعادلات من علاقاتنا حتى المتراجحة منها ويرسم خوارزميات النهايات التي ستنقلنا للعالم الآخر والذي نرجو فيه أن نقابل وقتا آخر يحمل لنا البشارات والكم الكبير
من مثاقيل الحسنات، وقتا جميلا يشي لنا بما لا عين رأت ولا أُذُنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر..
*⚡عبدالكريم ا
لخياط⚡*
تعليقات
إرسال تعليق