بَـوْح....الشاعر/عبده مجلي

 (( بَـوْح )) 

أبوحُ بِلَـوْعَتى عَبَثـاً أبـوحُ

          أُغالِبُـها فَتَفتُكُ بِي القُروحُ

وأجنَحُ للدُّموعِ أسَىً وحُزناً

         وهل يُجدي لمُنكَسِرٍ جُنوحُ

تُؤرِّقُني مَنامِيَ في اللَّيالي

            كَوابيسٌ تَجيءُ ولا تَـروحُ

كأنِّي قد فُطِمتُ على زَمانٍ

           لِهَوْلِ صُـروفِهِ الدنيا تَنوحُ

أضَعتُ هُويَّتي يا وَيْحَ نَفسي

         على وَطَنٍ يَتوهُ بهِ الطَّموحُ

بماذا قـد أُفَسِّرُ مـا أُعـاني

    غُموضُ الدَّهرِ ليسَ لهُ وضوحُ

ألا  يا لَيلُ هل لكَ مِن صَباحٍ

         أمَـا لِظـلامِكَ الدَّاجي نُزوحُ

تَزَحزَحْ أيُّها الدَّيْجـورُ  لُطفاً

           لَعَلِّ بشائري وَهَجَـاً تلـوحُ

فؤادي فَـاضَ بالآهـاتِ قهراً

         ولا أدري أأصمُـتُ أم أبـوحُ

فَبَعضُ البَوْحِ إذلالٌ وفَضحٌ

         وبَعضُ الهَمِّ مِن بَوْحٍ يَروحُ

وبَثُّ الحُـزنِ للرَّحمـنِ أوْلَى

         فَـذِكـرُ اللـهِ للمَكـلـومِ روح

إلَهِي قـد جَعَلتُكَ لِي مَلاذًا

          وما بِسِوَاكَ تَلْتَئمُ الجُروحُ

إلَهِي لَن أهونَ وأنتَ رَبّي

          فَنُورُكَ بالمُنَى عَبَقَاً يَفوحُ

 

الشاعر/عبده مجلي